الرئيسية / المقالات /
6125 مشاهدة20 ديسمبر 2016

كلايد بيزلي Clyde Beasily - STJEGYPT

كلايد بيزلي Clyde Beasily - STJEGYPT



كل من عرفه قال عنه أنه فتى سيئ جداً ، لا يُرجى من وراءه خير مُطلقاً ..
نموذج مثالي للـ ( Bad Boy ) كما يقول الغربيون .. قضى 11 عاماً كاملة فى السجن ، بتهمة حيازة وتعاطى المخدرات ، فضلاً عن جرائم أخرى ..
في تلك الليلة ، كان ” كلايد بيزلي Clyde Beasily “ يُشاهد في زنزانته تصفيات إحدى مُباريات لعبة الجولف التى كان يهوى مُشاهدتها بشغف .. ولكن لسوء الحظ ، لم تستمر المباراة بسبب هطول الأمطار الغزيرة على أرض الملعب بشكل مُفاجئ..
هذا التوقف جعل الفتى يتبرّم ويتذمر .. ألا يكفيه السجن ، فيأتى ذلك المطر ليُفسد عليه واحدة من أفضل لحظاته .

وهنا قفزت فى ذهنه فكرة مدهشة !

رياضة التنس .. تم تحويلها إلى رياضة مُصغرة تُشبهها ، ولكنها تُلعب على طاولة كبيرة.. أصبحت هناك رياضة أخرى اسمها ” تنس الطاولة “ ..
إذاً فــ لماذا لا توجد نسخة مُصغرة من لعبة الجولف ، يُمكن لعبها على ظهر طاولة واسعة .. ويكون اسمها ” جولف الطاولة Table Golf “ ؟ ..
وتكون مزيجاً من لعبة الجولف ولعبة البلياردو ؟!

حينئذ ، لن يكون هناك امطار تؤجل مواعيد المبارايات بلا شك !

وعلى الرغم من غرابة الفكرة ، إلا أنها استهوته بشدة لدرجة أنه بدأ فى وضع تصميمات وتخيلات للعبة الجديدة ، وبدأ يرسمها على الورق .. ويضع قوانينها وحدودها ومساحة الطاولة ، وغيرها من التفاصيل..
وبعد 11 عاماً فى غياهب السجون .. خرج ” كلايد بيزلي ” حراً طليقاً بعدما أدى فترة عقوبته.... و لكن خرج بفكرة جديدة !

بمجرد خروجه من السجن ، أول شيئ فعله ” كلايد ” هو ان توجه إلى محل لبيع الادوات والمعدات ، وقام بشراء مايلزمه لتطبيق فكرته ، كلفته حوالي 200 دولار .. وعاد إلى منزله ، وعكف ليالي طويلة فى صنع نموذج أولى للفكرة..
وبعد أن صنع نموذجه بالفعل ، وقام بتجربته واختباره بنفسه و قام بدعوة بعض الأطفال والمراهقين والشباب فى المنطقة التى يسكن بها ، و دعاهم لــ تجربة نموذجه الجديد المُبتكر .. فما كان منهم إلا أن أبدوا جمعياً إعجابهم الشديد باللعبة التى صممها ، وفكرتها وقوانينها..
هنا عرف كلايد بيزلي أن في يده كنز ثمين .. و لم يتبق له سوى الجزء الأهم .. والأصعب و هو تسويق مُنتجه الجديد الغير مسبوق..
**********************
انطلق كلايد فى حماس إلى كل الجهات التى يُمكنها أن تتبنّى فكرته هذه ، بدءاً بالنوادى الرياضية والمتاجر الترفيهية وأماكن التسلية ..
ولكن ، وكعادة أي فكرة جديدة مجنونة ، يجب أن تلقى استهجان من الأشخاص التقليديين .. رفضت العديد من النوادى والهيئات مجرد الإستماع له
ولكنه لم ييأس مُطلقاً ..
وفي أحد المرات ، اقترح عليه صاحب أحد المحلات - بعد أن قام ” كلايد ” بعرض فكرته عليه - أن يتوجه بلعبته الجديدة إلى معرض البلياردو الموسمي الأمريكي الذي يُقام فى مدينة لاس فيجاس .. وكان هذا المعرض فى يوليو من العام 2003 ..
في ذلك المعرض ، انبهرت إحدى شركات تصميم طاولات البلياردو بفكرة ” كلايد بيزلي ” ، وقامت بتبني فكرته وتصنيعها وتسويقها ، وبدأت فى الانتشار بين المُستهلكين بسرعة مدهشة ، ووضعت أسعاراً للعبة الجديدة تتراوح مابين 150 دولار إلى 700 دولار امريكي..
وفي العام 2005 .. تجاوزت مبيعات اللعبة التى صممها ” السجين السابق “ الخمسة ملايين دولار أمريكي ..
كلايد الآن رجل أعمال مليونير شهير ، مازال حتى يومنا هذا مصمماً على إلقاء مُحاضرات تشجيعية فى مناسبات متعددة ، يحكي فيها قصة حياته ، التى بدأها مُدمناً خارجاً عن القانون ، ووصلت به إلى أن يكون رجل أعمال ناجح مُبتكر .. ولديه عدة ملايين من الدولارات !
بسبب فكرة واحدة جاءته فى ليلة ممطرة وهو يشاهد مباراة للجولف !

Share

Suggestions

Back to Top