الرئيسية / المقالات /
7774 مشاهدة02 ديسمبر 2017

قصتان مع ضياع قلم الرصاص | مقال مميز - STJEGYPT

قصتان مع ضياع قلم الرصاص | مقال مميز - STJEGYPT


1- الأولى ..

قال أحد اللصوص كنت فى الصف الرابع الإبتدائى وذات يوم رجعت من المدرسة وقد ضاع قلمي الرصاص، وعندما علمت أمي بالخبر ضربتنى بانتقام وشتمتنى بأبشع الشتائم ووصفتتى بالعبط وعدم تحمل المسؤولية وغيرها ونتيجة لقسوة أمي الزائذة عن الحد قررت ألا أعود لأمي فارغ اليدين، لقد قررت أن أسرق أقلام زملائي وفي اليوم التالي نفذت الخطة ولم أكتفِ بسرقة قلم أو قلمين بل سرقت جميع زملائي فى الفصل، فى بادئ الأمر كنت أسرق خائفا وشيئا فشيئا تشجعت ولم يعد للخوف فى قلبي مكان وبعد شهر كامل لم يعد للأمر تلك اللذة الأولى فقررت أن أنطلق نحو الفصول المجاورة، ومن فصل إلى آخر إنتهى بى المطاف إلى سرقة حجرة مدير المدرسة، وذلك العام كان عام التدريب الميدانى، تعلمت فيه السرقة نظريا وعمليا، ثم انطلقت بعد ذلك وصرت محترفا.

2- الثانية ..

قالت إحدى الأمهات عندما كان إبني فى الصف الثانى الإبتدائى رجع يوما من المدرسة وقد ضاع قلمه الرصاص فقلت له بماذا كتبت؟ فقال أخذت قلما من زميلى فقلت له تصرف جيد ولكن ماذا كسب زميلك عندما أعطاك قلما لتكتب به؟ هل أخذ منك طعاماً أو شراباً أو مالاً ؟ قال لا، لم يفعل فقلت له إذن لقد ربح الكثير من الحسنات يا بني لماذا يكون هو أذكى منك ؟ لماذا لا تكسب أنت الحسنات؟ قال وكيف ذلك ؟ فقلت سنشترى لك قلمين، قلما تكتب به والقلم الآخر نسميه قلم الحسنات وهذا لأنك ستعطيه من نسى قلمه أو ضاع منه، وتأخذه بعدما تنتهى الحصة، وكم فرح إبني بتلك الفكرة، وزادت سعادته بعدما طبقها عملياً، لدرجة أنه أصبح يحمل فى حقيبته قلما يكتب به وستة أقلام للحسنات. والعجيب فى الأمر أن إبني هذا كان يكره المدرسة ومستواه الدراسى ضعيف وبعد أن جربت معه الفكرة فوجئت بأنه بدأ يحب المدرسة وهذا لأنه أصبح نجم الفصل فى شيء ما فكل المعلمين أصبحوا يعرفونه وزملاؤه يقصدونه فى الأزمات، كل واحدٍ قلمه ضائع يأخذ منه واحدا، وكل معلم يكتشف أن أحدهم لا يكتب لأن قلمه ليس معه فيقول أين فلان صاحب الأقلام الإحتياطية ونتيجة لأن إبني أحب الدراسة بدأ مستواه الدراسى يتحسن شيئاً فشيئاً. والعجيب أنه اليوم قد تخرج من الجامعة وتزوج ورزقه الله بالاولاد ولم ينس يوما قلم الحسنات لدرجة أنه اليوم مسؤول عن أكبر جمعية خيرية فى مدينتنا.

- فلنحذر فى تربيتنا لأبنائنا ولنعاملهم بالرحمة ولنحول المواقف السلبية إلى موقف تربوى ثمين.

Share

Suggestions

Back to Top