أبوه مات وهو عنده 3 سنين، وأخوه الكبير كان عنده 12 سنة بس، فعاش فى عيلة فقيرة من غير مصدر للدخل ، اعتمدت أمه على انها تربى طيور فى البيت عشان تقدر توفرلهم أكل،
ولما كبر شوية اشتغل "صبى ميكانيكى" عشان يساعد والدته، وبعدها اشتغل فى ماكينة طحين لحد ما طلع عليه اسم "عم عثمان الطحّان" ، ورغم كل ده قدر انه يتخرج من كلية الهندسة وبتفوق.
بس مش ده الغريب ، الغريب انه رفض يشتغل فى هيئة التدريس فى الكلية وصمم انه يدخل فى مجال المقاولات ويبنى شركته الخاصة بيه..
عشان يخسر فرصة انه يبقى معيد أو دكتور جامعة، يس يقدر يكون "عثمان أحمد عثمان" صاحب أكبر شركة مقاولات فى تاريخ مصر ، ومش هتبقى مبالغة لو قلنا فى تاريخ العرب
..
عثمان أحمد عثمان كان مشهور بحبه للناس ومساعدته للفقراء اللى هو منهم، وكان عنده ذكاء اجتماعى ساعده يعمل علاقات مع ناس كتير ويجيب شغل لشركته الناشئة،
وبعد فترة بقت الشركة من أفضل شركات المقاولات ، وده كان سبب كافى انها تكسب مناقصة السد العالى وتكون شركة المقاولون العرب بقيادة عثمان أحمد عثمان هى المسئولة عن السد العالى واتمام بناءه.
وده كان فى عهد جمال عبدالناصر، وفى عهد الرئيس أنور السادات عثمان أحمد عثمان اتعين نقيب للمهندسين ووزير للاسكان، ومن أشهر المواقف اللى عملها ان لما واحد كان بيطلب صرف تعويض له وبيلف على الورق أكتر من 3 شهور رغم ان الدولة اللى مقررة التعويض ده عشان بيته وقع،
حسب عثمان أحمد عثمان الوقت اللازم عشان التعويض يتم صرفه ولقاه ساعتين، فأصدر قرار وزارى ان انهاء أى أوراق وإجراءات حكومية مياخدش أكتر من 24 ساعة، وبكده كان من أعظم الوزراء فى تاريخ مصر
عثمان أحمد عثمان كان ممكن يفشل دراسيا عشان ظروفه المالية، وكان ممكن يرضى انه يكون مجرد معيد فى الكلية، لكن طموحه سرقه لمكان أجمل بكتير، خلاه يعمل حلم يخلّد اسمه وتبقى الشركة لولاده وولاد ولاده وتفضل مرتبطة باسمه حتى بعد موته
