
في عالم يعاني من أزمات بيئية متصاعدة وتغير مناخي يهدد الموارد الطبيعية، يظهر بعض الأبطال بصمت ليصنعوا فرقًا هائلًا في حياة الملايين دون ضجيج إعلامي. من بين هؤلاء الأبطال، يبرز اسم راجندرا سينغ، الرجل الذي أطلق عليه الكثيرون لقب "رجل المياه" في الهند، وهو يستحقه عن جدارة.
راجندرا سينغ ليس مهندسًا بيئيًا تقليديًا، ولا يحمل شهادات دولية مرموقة، لكنه يمتلك ما هو أهم: رؤية، إيمان، وعزيمة لا تلين. لقد تمكن هذا الرجل البسيط من تغيير واقع آلاف الأسر في ولاية راجستان الهندية، بعد أن أعاد المياه إلى أكثر من 1000 قرية، وأحيا 5 أنهار جفت بالكامل، كانت قد أصبحت مجرد أخاديد ترابية قاحلة.
واحدة من أعظم إنجازاته هي إحياء خمسة أنهار كانت قد جفّت بالكامل في ولاية راجستان، وهي: Arvari، Ruparel، Sarsa، Bhagani، وJahajwali. هذه الأنهار لم تكن تجري منذ عقود، لكن بفضل جهود راجندرا، عادت الحياة إليها، وعادت الطيور والحيوانات إلى مواطنها، وبدأت الأراضي من حولها تُزهر من جديد.
جائزة المياه من ستوكهولم عام 2015، والتي تُعرف أحيانًا بـ "نوبل المياه"
جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي
اختارته صحيفة الجارديان البريطانية ضمن قائمة أكثر 50 شخصًا يمكنهم إنقاذ كوكب الأرض
هذه التكريمات لم تكن مجرد إشادة بجهوده، بل اعتراف عالمي بأن الحلول البسيطة المعتمدة على التراث البيئي المحلي يمكن أن تكون أكثر فعالية من حلول تكنولوجية معقدة ومكلفة.
إنها دعوة لكل شخص، في أي مكان، أن يبدأ من حيث هو، وأن يؤمن أن كل قطرة ماء تُحصَد، وكل نهر يُنقذ، وكل قرية تُروى، هي خطوة نحو إنقاذ الكوكب
راجندرا سينغ ليس مهندسًا بيئيًا تقليديًا، ولا يحمل شهادات دولية مرموقة، لكنه يمتلك ما هو أهم: رؤية، إيمان، وعزيمة لا تلين. لقد تمكن هذا الرجل البسيط من تغيير واقع آلاف الأسر في ولاية راجستان الهندية، بعد أن أعاد المياه إلى أكثر من 1000 قرية، وأحيا 5 أنهار جفت بالكامل، كانت قد أصبحت مجرد أخاديد ترابية قاحلة.
البداية المتواضعة
وُلد راجندرا سينغ في ولاية أوتار براديش عام 1959، ودرس الطب التقليدي، لكنه لاحقًا غيّر مساره إلى الخدمة المجتمعية. وفي عام 1985، انتقل إلى منطقة الوار في ولاية راجستان، إحدى أكثر المناطق جفافًا وفقراً في الهند، بهدف تقديم خدمات صحية، لكنه اصطدم بواقع مأساوي: غياب المياه كان المشكلة الأكبر، وليس الأمراض.التحول من الطب إلى إنقاذ المياه
عندما أدرك راجندرا أن معاناة السكان ناتجة بالأساس عن نقص المياه، قرر أن يكرّس حياته للبحث عن حلول دائمة ومستدامة. وبدلًا من الاعتماد على تقنيات حديثة مُكلفة، لجأ إلى دراسة الطرق التقليدية التي استخدمها أجداد المنطقة قديمًا، والتي تركز على جمع مياه الأمطار، وبناء السدود الترابية الصغيرة وخزانات المياه في أماكن تجمع السيول.تقنيات بسيطة... نتائج عظيمة
باستخدام تقنيات بسيطة للغاية لكنها فعّالة، مثل "johads" وهي خزانات ترابية تجمع مياه الأمطار، استطاع سينغ إعادة تغذية المياه الجوفية، ما أدى إلى ارتفاع منسوبها تدريجيًا. ونتيجة لذلك، بدأت الآبار الجافة في القرى تمتلئ من جديد، وعاد المزارعون إلى أراضيهم بعد أن كانوا قد هجروها بسبب الجفاف.واحدة من أعظم إنجازاته هي إحياء خمسة أنهار كانت قد جفّت بالكامل في ولاية راجستان، وهي: Arvari، Ruparel، Sarsa، Bhagani، وJahajwali. هذه الأنهار لم تكن تجري منذ عقود، لكن بفضل جهود راجندرا، عادت الحياة إليها، وعادت الطيور والحيوانات إلى مواطنها، وبدأت الأراضي من حولها تُزهر من جديد.
الاعتراف العالمي بجهوده
لم تمر هذه الجهود مرور الكرام، حيث حصل راجندرا سينغ على عدة جوائز وطنية ودولية، من أبرزها:جائزة المياه من ستوكهولم عام 2015، والتي تُعرف أحيانًا بـ "نوبل المياه"
جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي
اختارته صحيفة الجارديان البريطانية ضمن قائمة أكثر 50 شخصًا يمكنهم إنقاذ كوكب الأرض
هذه التكريمات لم تكن مجرد إشادة بجهوده، بل اعتراف عالمي بأن الحلول البسيطة المعتمدة على التراث البيئي المحلي يمكن أن تكون أكثر فعالية من حلول تكنولوجية معقدة ومكلفة.
فلسفة راجندرا سينغ
راجندرا لا يؤمن فقط بإيجاد حلول للمياه، بل ينظر للماء كـ حق أساسي للإنسان، ويرى أن المجتمعات يمكنها حل مشاكلها إن تم تمكينها وتوفير المعرفة الكافية. ولهذا السبب، أسس منظمة Tarun Bharat Sangh، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بإدارة الموارد المائية والتعليم البيئي في المجتمعات الريفية.تأثيره على الأجيال القادمة
أصبح راجندرا سينغ مصدر إلهام لكثير من الشباب الهنود والناشطين البيئيين حول العالم، حيث تُدرّس تجربته في بعض الجامعات كأنموذج يُحتذى به في التنمية المستدامة. وبدأت مناطق أخرى في الهند ودول مجاورة مثل نيبال وبنغلاديش الاستفادة من تقنياته في حصاد مياه الأمطار.ما الذي يمكن أن نتعلمه منه؟
قصة راجندرا سينغ تذكرنا بأن العمل المحلي يمكن أن يُحدث تأثيرًا عالميًا. فبدلًا من انتظار المساعدات أو الحلول الحكومية، استطاع هذا الرجل، بإيمان وعمل دؤوب، أن يغير مجرى التاريخ في مجتمعه.إنها دعوة لكل شخص، في أي مكان، أن يبدأ من حيث هو، وأن يؤمن أن كل قطرة ماء تُحصَد، وكل نهر يُنقذ، وكل قرية تُروى، هي خطوة نحو إنقاذ الكوكب