وفي إحدى المقابلات السابقة مع الوزير الشاب، أكّد أهمية السياسة في تغيير ماليزيا، وقال: "أدركت أن مركز التغيير بالبلاد ليس من خلال الجيش. ليس من خلال أن أصبح محامياً لأنني أقرأ حالياً القانون. للأسف أو لحسن الحظّ أنه من خلال السياسة".
وتابع عبد الرحمن، بحسب ما نشر موقع "مالاي ميل": "إذا كنت مهتمّاً بتغيير بلدي فيجب أن أشارك فيها، لا يعني أنني يجب أن أكون سياسياً؛ ولكن يمكنني أن أكون مجرّد شخص يدفع السياسيين من الخارج أو يكون ناشطاً. الفكرة هي أنني يجب أن أشارك في هذا الخطاب السياسي".
وشجّع عبد الرحمن سابقاً على مشاركة الشباب في صنع القرار بانتخابات ماليزيا، وألا يتركوا الاختيار لمن هم فوق عمر الـ50.
وأكّد مراراً أن المسؤولية في التغيير بماليزيا تقع على الشعب عامة من كافة الأيديولوجيات والدين، والأهم من كل شيء هو "العمل على هدف مشترك، وهو إنقاذ ماليزيا من خلال إحساسنا بالحب والقومية من أجل بلدنا".
ووعد الوزير الصغير بضمان بقاء الشباب المحور الرئيسي لخطة التنمية الوطنية. وقال إن الحكومة تعتقد أن الشباب يجب أن يحدّدوا مستقبلهم، وأنّ لديهم الآن مساحة وفرصة لإثبات أن لديهم القوة ليكونوا المحرّكين للمستقبل.
وقال في بيان صدر اليوم: "إن الجهود المبذولة لإعطاء صوت للشباب محلّ تقدير عندما يتم تعييننا في الحكومة. فهي اليوم شاملة وتولي دائماً الأولوية للاستفادة من الأفكار والمساهمات بغضّ النظر عن العمر والخلفيّة".
وقال سيد صديق إن تعيينه كوزير للشباب والرياضة جاء بمسؤولية كبيرة، لكنه واثق من مواجهة التحدّي وسيكون نجاحاً لكل أعضاء وزارة الشباب والرياضة الذين يعملون كفريق.
الوزير الصغير ليس مجرد وجه جميل (أو دعامة) كما يدّعي بعض منتقديه، ويرى البعض أنه على الرغم من تعيينه في الحكومة الجديدة وحظوظه الإيجابية التي رافقته خلال نشاطه السابق، فإنه ما يزال من السابق لأوانه أن يُصنّف كأحد "ورثة" مهاتير المحتملين.
ويتساءل آخرون حوله: هل سيكون سحره الكبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي كافياً؟ وفي ظل المتغيرات الكبيرة على الحياة العامة والسرعة هل سيبقى أثره؟
وتقول تقارير ماليزية إن الوزير الشاب سيحتاج إلى إثبات نفسه، وأن يبيّن أن لديه النضج والحنكة السياسية لتحقيق النجاح خارج إدارة مهاتير، إذ إنه على الرغم من تأييد مهاتير من قبل الشباب الماليزيين، فإنه قد يكون هناك بعض الاختلافات حول قضايا تتعلّق بالحريات المدنيّة والأعراف الاجتماعية، فهل سيقدر هذا الوزير أن يحقق تكاملاً ما بين هذه الفئة ورئيس الوزراء؟
وجدير بالذكر أن مهاتير (92 عاماً) أدّى اليمين الدستورية رئيساً لوزراء ماليزيا، في 10 مايو الماضي، بعد فوز التحالف الذي يقوده بالانتخابات العامة، ليصبح سابع رئيس وزراء للبلاد منذ استقلال ماليزيا عن الاحتلال البريطاني، عام 1957.
وفي الحكومة الجديدة تولّى المهندس يو بي يين (35 عاماً) حقيبة العلوم والتكنولوجيا الخضراء، وصفيّ الدين عبد الله (57 عاماً) منصب وزير الخارجية الجديد، وشغل سابقاً منصب نائب وزير في حكومة نجيب عبد الرزاق، عام 2015، لكنه ترك منصبه على خلفيّة فضيحة الفساد التي طالت الحزب الحاكم آنذاك.
وتشغل وان إسماعيل، زوجة السياسي الإصلاحي أنور إبراهيم، منصب نائب رئيس الوزراء، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب في البلاد.
وتأتي خطوة توسعة الحكومة بعد شهرين تقريباً من فوز تحالف أربعة أحزاب بقيادة مهاتير محمد على ائتلاف الجبهة الوطنية الذي تولّى سلطة البلاد منذ استقلال ماليزيا عن بريطانيا عام 1957. ومن المتوقّع أن تؤدّي هذه الخطوة إلى استقرار الحكومة، وفق مراقبين.