في هذه الحلقة من "السودان بودكاست" يستضيف ربعي سراج وزير ديوان الحكم الاتحادي الأسبق ووزير الدولة بوزارة الخارجية حامد ممتاز لفتح واحد من أكثر الملفات حساسية في المشهد السياسي السوداني: ملف المؤتمر الوطني بعد قرار حله، وموقفه من الحرب الدائرة حالياً.
يعود الضيف إلى قرار حل الحزب الذي اتُّخذ في الأيام الأخيرة لنظام البشير، ويتساءل بوضوح: هل كان القرار في نصابه الصحيح أم كان خطوة سياسية انفعالية يدفع السودان ثمنها اليوم؟ يكشف ممتاز أن قيادات المؤتمر الوطني لا تعترف بقرار الحل باعتباره قراراً صدر تحت ضغط سياسي وليس بإجراءات قانونية سليمة، ويرى أن إقصاء الحزب ساهم في خلق فراغ سياسي هائل استغلته الانقلابات العسكرية لاحقاً.
وتتطرق الحلقة إلى علاقة المؤتمر الوطني بالجيش، والاتهامات المتكررة بأنه كان يتحكم في مفاصل المؤسسة العسكرية. يوضح ممتاز أن ما يقال عن “سيطرة المؤتمر على الجيش” هو تبسيط مخل، مشيراً إلى أن الانضباط المؤسسي كان أقوى من قدرة أي حزب على التحكم.
أما بشأن الحرب الحالية، فيؤكد الضيف أن المؤتمر الوطني يقف – وفق رؤيته – إلى جانب القوات المسلحة باعتبارها المؤسسة الشرعية الوحيدة القادرة على حماية السودان، لكنه في الوقت نفسه يدعم المسار التفاوضي بشرط أن يتم دون شروط تُضعف الدولة أو تمنح الدعم السريع شرعية سياسية أو عسكرية.
وتختم الحلقة بنقاش حول السيناريوهات الواقعية لنهاية الحرب، والحاجة الماسة لوقف إطلاق نار شامل يعيد للدولة مؤسساتها ويغلق الباب أمام الفوضى.