رحلة الانتقال من ترك الصلاة إلى الشعور بلذّتها ليست مجرد خطوة دينية، بل تحول داخلي عميق يعيد للإنسان توازنه ومعنى حياته. في هذه الحلقة يحكي عبدالفتاح حمزة تجربته الشخصية بكل صدق، ويكشف كيف تغيّرت نظرته للصلاة من كونها مجرد واجب ثقيل إلى عبادة ينتظرها بشغف لأنها أصبحت مصدر راحة وطمأنينة.
يبدأ عبدالفتاح قصته من مرحلة كان يشعر فيها بالبعد، حيث كانت الصلاة آخر ما يهتم به. كان يدرك أن تركها يترك بداخله فراغًا، لكنه لم يستطع الالتزام بسهولة. ومع مرور الوقت جاءت لحظات فارقة دفعت به لإعادة التفكير في علاقته بربه، ومن هنا بدأت رحلته مع أول خطوة: أن يصلي رغم شعوره بعدم الالتزام. لم ينتظر لحظة الكمال، بل قرر أن يبدأ كما هو، بخطوات بسيطة وصادقة.
في حديثه يوضح أن الطريق لم يكن سهلاً، وأن الالتزام لم يحدث فجأة. لكنه اكتشف أن الصلاة ما إن تُؤدى بوعي وهدوء وتركّز، حتى تتحوّل إلى راحة للقلب. ومع كل سجدة، كان يشعر أن شيئًا داخله يتغيّر، وأن الثقل الذي كان يرافقه طويلاً يزول تدريجيًا. ويؤكد أن أقوى لحظة في رحلته كانت عندما شعر لأول مرة أنه ينتظر الصلاة، لا يتهرب منها.
يشارك عبدالفتاح أيضًا الأدوات العملية التي ساعدته: ضبط أوقات يومه حول الصلاة، الاستماع لقرّاء يلامسون القلب، إضافة لمتابعة أشخاص يشاركون تجارب مشابهة تمنح الدافع والاستمرارية. ومع الوقت أصبحت الصلاة علاقة وليست عادة، وراحة وليست عبئًا.
هذه الرحلة تثبت أن الالتزام يبدأ بخطوة صغيرة، وأن القلوب تتغير حين تقترب بصدق. كل ما تحتاجه هو أن تبدأ من المكان الذي تقف فيه الآن.