مريم خليف: شجاعة المسعفة الميدانية في وجه التعذيب والانتهاكات

مريم خليف: شجاعة المسعفة الميدانية في وجه التعذيب والانتهاكات

في حلقة مؤثرة من برنامج "يا حرية" على تلفزيون سوريا، تُقدّم مريم خليف شهادتها عن تجربتها الصعبة كمعتقلة سياسية وعن أبشع أنواع التعذيب التي تعرضت لها، بما في ذلك الاغتصاب. الحلقة، التي تحتوي على مشاهد تمثيلية، تعرض بوضوح صمود الإنسان في مواجهة القمع الوحشي، كما تبرز الجانب الإنساني لمريم، التي لم تتوقف عن عملها الميداني بعد الخروج من السجن.
مريم خليف عملت كمسعفة ميدانية في فترة صعبة، عندما أغلقت المستشفيات وتشتت المصابون في أماكن مختلفة، لتصبح الإسعاف الميداني هو الوسيلة الوحيدة لإنقاذ حياة المدنيين. كان عملها الإنساني خطراً على حياتها، لكنه أيضاً جعله هدفاً للنظام، الذي اعتقلها بعد أن بلّغ زوجها الأمن عنها، مما أدى إلى دخولها عالم الاعتقال والتعذيب.
داخل السجن، واجهت مريم أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والاغتصاب، وهي تجارب صادمة تم تصويرها بطريقة تمثيلية في الحلقة لتوضيح حجم المعاناة دون المبالغة، بحيث تصل الرسالة الإنسانية والسياسية بوضوح. تصف مريم كيف حاولت الصمود رغم الظروف القاسية، مستندة إلى إرادتها القوية وشجاعتها التي جعلتها قادرة على مواجهة القهر النفسي والجسدي.
بعد فترة من الاعتقال، تم إطلاق سراحها ضمن عملية تبادل للأسرى، لكن ذلك لم يوقفها عن أداء عملها الإنساني. فمريم عادت إلى الميدان لتتابع مهامها كمسعفة، وتستمر في إنقاذ حياة المدنيين، متحدية المخاطر التي لا تزال قائمة في ظل استمرار الصراع. شهادتها تبرز الإصرار على مواصلة الخير والعمل الإنساني رغم التهديدات الشخصية والمعاناة السابقة.
الحلقة من إعداد وحوار سعاد قطناني وإخراج شادي خدام، حيث ركزوا على تسليط الضوء على التحديات الإنسانية والنفسية للمعتقلين، وكيف يمكن للشجاعة والإرادة أن تتغلب على القمع والتعذيب. المشاهد التمثيلية ساعدت على نقل الألم والخطر الذي عاشته مريم، مع الحفاظ على مصداقية تجربتها وتأثيرها العاطفي على المشاهد.
قصة مريم خليف تذكر المشاهد بأن الاعتقال السياسي لا يقتصر على فقدان الحرية الجسدية فقط، بل يمتد أثره ليشمل الجانب النفسي والاجتماعي، لكن الإرادة الإنسانية يمكن أن تحول التجربة الصعبة إلى دافع لمواصلة النضال والعمل الإنساني. شهادتها هي مثال على الشجاعة في مواجهة الانتهاكات، وعلى القدرة على حماية الآخرين حتى بعد المعاناة الشخصية.
حلقة مريم خليف في "يا حرية" ليست مجرد سرد لتجربة الاعتقال والتعذيب، بل هي وثيقة حية عن التضحية والشجاعة، وعن قدرة الإنسان على الصمود والاستمرار في خدمة المجتمع رغم كل الصعاب. إنها رسالة لكل من يرى الظلم أن الصمود والعمل الإنساني ممكنان، وأن الإرادة الحقيقية تتغلب على القمع وأقسى الظروف.