في حلقة مثيرة من برنامج "يا حرية" على تلفزيون سوريا، يكشف جورج صبره تفاصيل تجربته الطويلة مع الاعتقال السياسي، بدءًا من الثمانينات وحتى الثورة السورية، حيث اتهمه النظام بتأسيس إمارة إسلامية في قطنا والتحريض على التظاهر. الحلقة، التي تحتوي على مشاهد تمثيلية، تسلط الضوء على حجم القمع الذي تعرض له المعارضون السياسيون في سوريا عبر العقود.
جورج صبره كان معتقلًا لمدة ثماني سنوات في الثمانينات بتهمة انتمائه إلى الحزب الشيوعي – المكتب السياسي، وهو اعتقال يعكس أسلوب النظام في سحق أي نشاط سياسي أو فكري معارض. خلال تلك الفترة، عانى صبره من انتهاكات جسدية ونفسية شديدة داخل السجون، حيث كانت الحرية مفقودة، والصوت المعارض معرضًا للعقاب الشديد. هذه التجربة المبكرة شكّلت جزءًا من صموده المستقبلي، وأصبحت دافعًا له للمواصلة في طريق النضال السياسي.
مع انطلاق الثورة السورية في عام 2011، وجد جورج نفسه مرة أخرى هدفًا للاضطهاد، لكن هذه المرة بتهم مختلفة، وهي تأسيس إمارة إسلامية في قطنا والتحريض على التظاهر. يوضح صبره في الحلقة كيف استخدم النظام مثل هذه الاتهامات لتشويه صورة المعارضين، وتحويل نضالهم السياسي والاجتماعي إلى قضية أمنية ضدهم. المشاهد التمثيلية في الحلقة تساعد على تصوير هذه التجربة بطريقة واقعية، مع التركيز على الضغوط النفسية والمعاناة التي يواجهها المعتقل السياسي.
الحلقة من إعداد وحوار سعاد قطناني وإخراج شادي خدام، حيث تم التركيز على سرد التجربة الشخصية لجورج صبره بشكل إنساني ودرامي في الوقت ذاته، لتوضح للمشاهد الصعوبات التي يواجهها أي معارض سياسي في سوريا. المشاهد التمثيلية تعكس أيضًا أجواء التهديد والمراقبة المستمرة، والقلق النفسي الذي يلازم المعتقل حتى بعد الإفراج عنه، وهو ما يجعل شهادته وثيقة حية لفهم حجم الانتهاكات التي يمارسها النظام.
قصة جورج صبره ليست مجرد سرد شخصي للمعاناة، بل تسليط الضوء على سياسات النظام السوري في التعامل مع المعارضة السياسية عبر العقود. فهي تبرز كيف يستخدم النظام الاعتقال والتهم الملفقة لتكميم الأفواه وكسر إرادة الناشطين السياسيين، وكيف أن الثمن الذي يدفعه المعارضون هو حرية سنوات طويلة من حياتهم.
الحلقة تقدم درسًا مهمًا عن الصمود والمثابرة في مواجهة القمع المستمر. جورج صبره لم يسمح للظلم أن يحطم إرادته، واستمر في الدفاع عن حقوقه وحقوق الآخرين، مؤكدًا أن الحقيقة ستظل موجودة رغم كل محاولات النظام لتشويهها وإخفائها.
حلقة جورج صبره في "يا حرية" هي شهادة على الاعتقال السياسي والتهم الملفقة في سوريا، وعلى قدرة الإنسان على الصمود والمثابرة في مواجهة القمع، مهما طالت سنوات الحرمان والتهديدات الأمنية. إنها دعوة لتوثيق الانتهاكات، وفهم تاريخ المعارضين السياسيين الذين تحدوا النظام عبر العقود، لتبقى شهاداتهم جزءًا من ذاكرة الشعب السوري.