براء السراج: من سجون تدمر وصيدنايا إلى التفوق الأكاديمي في أمريكا

براء السراج: من سجون تدمر وصيدنايا إلى التفوق الأكاديمي في أمريكا

في حلقة مؤثرة من برنامج "يا حرية" على تلفزيون سوريا، يروي براء السراج شهادته عن يوميات الموت والتعذيب في سجن تدمر وصيدنايا، حيث تم اعتقاله بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين لمجرد ذهابه إلى الجامع. الحلقة، التي تحتوي على مشاهد تمثيلية، تقدم سرداً دقيقاً لتجربة الاعتقال الوحشية، وكيف تمكن براء من الصمود رغم كل المعاناة، حتى بعد إطلاق سراحه.
براء السراج كان من بين المعتقلين الذين واجهوا التعذيب النفسي والجسدي اليومي في أحد أكثر السجون السورية قسوة، حيث كانت الحياة اليومية مليئة بالخوف من الاعتداءات، والضغط النفسي المستمر، وغياب أي حقوق أساسية. يصف براء كيف كانت الزنازين مليئة بالمعاناة، وكيف حاول المعتقلون التكيف مع ظروف السجن القاسية للبقاء على قيد الحياة.
الحلقة توثق أيضاً الظروف المروعة التي عاشها المعتقلون في تدمر وصيدنايا، حيث تم استهدافهم بسبب معتقداتهم الدينية أو نشاطهم الاجتماعي والسياسي. المشاهد التمثيلية تساعد على تقريب التجربة للمشاهدين، وتبرز بشاعة الانتهاكات، مع الحفاظ على الاحترام لكرامة الضحايا وموثوقية الرواية.
إخراج الحلقة قام به شادي خدام مع إعداد وحوار سعاد قطناني، حيث ركزوا على السرد الشخصي لتجربة براء، مع التأكيد على الصمود والإرادة البشرية في مواجهة الظلم. الحلقة تقدم لمحة عن اليوميات المفصلة للمعتقلين، بما في ذلك ساعات التعذيب، والحرمان من النوم والطعام، والمعاملة القاسية التي لا تتوقف. كل ذلك يظهر كيف يمكن للفرد الحفاظ على إنسانيته وسط بيئة من القسوة الشديدة.
بعد إطلاق سراحه، لم يسمح براء أن تكون تجربة السجن نهاية طريقه، بل جعلها دافعًا للمضي قدمًا في حياته. هاجر إلى الولايات المتحدة، حيث واصل دراسته حتى حصل على درجة الدكتوراه في المناعة وزراعة القلب. قصة براء السراج تعكس أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تتجاوز أقسى الظروف، وأن التجارب الصعبة قد تصبح محركًا للنجاح والتفوق.
الحلقة لا تقتصر على سرد تجربة الاعتقال، بل تسلط الضوء على أهمية التوثيق الشخصي للانتهاكات، وكيف أن وجود شهود مثل براء يسهم في كشف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، ويشكل مصدر قوة ومعرفة للأجيال القادمة. شهادته هي رسالة عن الصمود، وعن قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى دافع للنجاح والإبداع.
حلقة براء السراج في "يا حرية" تمثل شهادة حية على إرادة الإنسان في مواجهة القمع، وعلى إمكانية تجاوز الصدمات النفسية والجسدية لتحقيق أهداف أعلى. إنها قصة تلهم الأفراد، وتذكر المشاهدين بأن الإنسان قادر على الصمود، وأن الحرية والنجاح يمكن أن يتحققان رغم سنوات الظلم والانتهاك.